تغطية مباشرة

استراتيجية مكافحة الإرهاب في بؤرة الاهتمام _ قراءة في المعادلة المغربية _

الرأي
الإثنين ٢٥ يناير ٢٠٢١
12:13
استمع المقال
استراتيجية مكافحة الإرهاب في بؤرة الاهتمام _ قراءة في المعادلة المغربية _
محمد بودن أكاديمي ومحلل سياسي
استمع المقال

تتبنى المملكة المغربية مقاربة شاملة ويقظة للتصدي للارهاب بمختلف مسمياته و يشير هذا التحليل إلى أن هناك  التزام طويل الأمد لدى المملكة المغربية بمنع الإرهاب والتصدي له و تعزيز ترسانة مكافحته بشكل كبير في ظل بيئة التهديد الحالية والأنماط الجديدة للتطرف و الارهاب .

 اثمرت المقاربة المغربية نموذجا وتراكما هاما مكن المغرب للمرة الثالثة على التوالي من الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي للارهاب الى جانب كندا _في الولايتين السابقتين كان الى جانب هولندا _

فضلا عن المساهمة المشهودة والنشطة للمملكة المغربية في التحالف الدولي ضد داعش.

ان تكريس المغرب لاسمه كفاعل دولي ملتزم بمكافحة الارهاب والتطرف العنيف وكأحد الشركاء الاساسيين في المبادرات الدولية للتصدي للارهاب يرتكز على استراتجية متكاملة تقوم على المحاور التالية :

_ التدابير الامنية التي ترتكز على المقاربة الاستباقية و الجاهزية واليقظة و المقاربة القضائية بدل المقاربة التصفوية

_ سياسات وطنية على المستويين الديني و الاحتماعي ويمكن ان نستحضر في هذا الاطار برنامج اصلاح الحقل الديني و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج مصالحة و غيرها

_ التعاون الاقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب وتهديداته بحيث تقوم المؤسسات المختصة بعمل استخباراتي وامني وتنظيمي يومي من اجل حماية السيادة و  الامن و الاستقرار و  الانسان والممتلكات من التهديدات الارهابية كما انها تضع تجربتها في اطار التعاون الدولي لدعم جهود شركاء المغرب وهنا يمكن ان نستحضر مساهمة المغرب في تفكيك واحباط خلايا ارهابية خارج البلاد بتعاون مع مؤسسات امنية بالبلدان الشريكة او مع الأنتربول و الأوروبول وكذلك في اطار التزامات المغرب المؤطرة بموجب اتفاقيةَ بودابست

_ التصدي للمحتويات المتطرفة في الفضاء السيبراني و المجتمع الافتراضي ودعم مبادرات الاستقرار في العالم.

 

ان المملكة المغربية كفاعل وشريك اساسي في مكافحة الارهاب لا يعتمد على التدابير الامنية فقط بل يقوم كذلك بتطوير مستمر لمنظومة يقظة  تعمل على توقع المخاطر و التهديدات وعلى هذا الاساس وقع المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب في مستهل اكتوبر 2020 اتفاقية مقر مكتب مكافحة الإرهاب في أفريقيا في العاصمة الرباط

هذا التوقيع يمثل دليلا على ثقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تقدير انخراط المملكة المغربية في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

تؤكد كرونولوجيا تفكيك المشاريع الارهابية واقعا محاطا بسلسلة تحديات ليست ظرفية 

 لكن الإستراتيجية المغربية لمكافحة التطرف والارهاب وبصيرة الإدارة الأمنية حققت الكثير من النتائج التي جنبت المصالح الحيوية للبلاد و الافراد اضرارا  كانت وشيكة الوقوع.

 وفي قلب كل عملية احباط لمشاريع ارهابية تحقق هذه الاستراتجية نجاحا في تعزيز الشعور الجماعي بالأمن مع العلم أن  هذه الاستجابة الأمنية السريعة  تتطور باستمرار عبر دعمها بشكل دائم بأنجع التدابير و المقاربات و  السبل للحد من تعرض الجمهور للروايات المتطرفة والعمل على تهميش وجهات النظر المتطرفة مع استحضار الحق في حرية التعبير، وتعميق التحليل و الدراسة قصد معرفة كيف يتشكل البروفايل المتطرف او الارهابي وبنيته العنقودية وبيئتة وخلفيته بشأن" ارث الخلافة و القتل باسم الله" ومدى هشاشة صحته النفسية او العقلية و كيف يلعب الفهم الخاطئ للدين في  تركيب خطاب الكراهية أو الاحتفال بالإرهاب لديه فضلا عن تعقب ما تسميه عدد من المباحث بالارهاب الاكتئابي.