أكدت المديرة العامة للمؤسسة المغربية للعلوم والابتكار والبحث العلمي المتقدم (MAScIR)، نوال الشرايبي، اليوم الثلاثاء 18 ماي بالرباط، أن جهاز الكشف الآني دون الحاجة إلى المواد الكاشفة لفرز العينات السلبية لكوفيد-19، وهو الأول من نوعه في المغرب، والذي صممته المؤسسة، من شأنه أن يُمكن من "استئناف حياة عادية".
وأوضحت الشرايبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "حتى الآن لا يوجد جهاز مماثل تم تطويره في المغرب"، مشيرة إلى أن المؤسسة اعتمدت على معيار عالمي لتطوير هذا الجهاز الإلكتروني المصغر والمحمول والمتصل، والذي يستخدم في أنحاء العالم، لاسيما في أمريكا الشمالية، وأوروبا (إسبانيا وفرنسا وبريطانيا)، واليابان.
وأضافت أن جهاز (Rapid Covid-IR)، الذي طوره مركز "الرقمنة والأجهزة الإلكترونية الدقيقة الذكية" التابع لمؤسسة (MAScIR)، والذي يسمح بالحصول على النتائج على الهاتف الذكي في أقل من 20 ثانية، سيساعد بشكل خاص على استئناف النشاط الاقتصادي، وتعزيز الوقاية والأمن الصحي في المملكة.
وسجلت المسؤولة أنه يمكن استخدام هذا الجهاز لإنعاش النشاط السياحي من خلال نشره في المطارات والفنادق والنوادي السياحية، وكذا في إنعاش قطاع تنظيم الفعاليات الذي توقف خلال هذه الفترة من الأزمة الصحية.
وتابعت الشرايبي أنه "تم بالفعل نشر العديد من الأجهزة في مواقع الإنتاج المختلفة لمجموعة (أزورا غروب)، وهي شركة فاعلة في القطاع الفلاحي، مما يسمح بفحص العاملين يوميا".
وسجلت أن الطاقة الإنتاجية لهذا الجهاز تبلغ 100 جهاز شهريا مع توفر مخزون من 200 جهاز، مشيرة إلى أن كل شيء جاهز لتلقي الطلبيات.
من جانبه، أكد مدير مركز "الرقمنة والأجهزة الإلكترونية الدقيقة الذكية" التابع ل(MAScIR)، إبراهيم لقصير، في تصريح مماثل، أن نشأة هذا المشروع بدأت مع انتشار الجائحة في ماي الماضي من خلال تعبئة فريق من خمسة باحثين ومهندسين.
وتابع لقصير أن تطوير جهاز (Rapid Covid-IR) مر بثلاث مراحل رئيسية، موضحا أن المرحلة الأولى تمثلت في بناء قاعدة بيانات من خلال الولوج إلى عينات سلبية وإيجابية من معهد باستور بالدار البيضاء والمستشفى العسكري بالرباط، ثم اختبارها باستخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) ومسحها ضوئيا باستخدام جهاز الاستشعار الخاص بالمؤسسة.
وبالنسبة للمرحلة الثانية، فقد همت تطوير نماذج رياضية تطبيقية للذكاء الاصطناعي، مما يسمح بتحديد غياب أو وجود الفيروس مقارنة باختبار (PCR) المرجعي.
وأضاف لقصير أن المرحلة الثالثة تشمل التحقق، مشيرا إلى أنه تم تقديم الجهاز لمختبر البحث والتحليل الطبي التابع للدرك الملكي (LRAM)، الذي قيم أداءه وفقا لمعيار NF EN ISO 15189: 2012.
وتابع أنه بعد ذلك تم تقديمه إلى مديرية الأدوية والصيدلة التي اعتبرت، بعد فحص الملف، أن هذا الجهاز يمكن استخدامه للفحص الواسع النطاق للمرضى السلبيين.
وأشار لقصير إلى أن هذا الجهاز، الذي يعزز الترسانة المغربية إلى جانب اختبار (PCR) واختبار المستضد (test antigénique) والاختبارات المصلية (tests sérologiques)، هو اختبار سريع للغاية وأقل تكلفة مقارنة بالفحوصات الأخرى.
من جانبه، قال المسؤول عن الهندسة الصناعية في مختبر الإلكترونيات الدقيقة في (MAScIR)، وديع السعيدي، إن الجهاز يعتمد على تقنية التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (FT-NIR) إلى جانب نماذج مدمجة من الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن تقييم مختبر البحث والتحليل الطبي التابع لقوات الدرك الملكي أظهر حساسية بنسبة 94 في المائة، وخصوصية بنسبة 70 في المائة.