قاعات السينما ترفع الستار لتتنفس مجددا

ثقافة
الأربعاء ٠٢ يونيو ٢٠٢١
15:30
استمع المقال
قاعات السينما ترفع الستار لتتنفس مجددا
MEDI1TV.COM
استمع المقال

مع إعلان الحكومة المغربية ، اتخاذ مجموعة من التدابير ابتداء من فاتح يونيو 2021، على ضوء التقدم المحرز في الحملة الوطنية للتلقيح، تنفس قطاع الثقافة بمختلف مكوناته الصعداء، وهو يستعد لاستئناف تدريجي لأنشطته المتوقفة كليا في عدة مجالات منذ أشهر.

 

قطاع الثقافة يتنفس الصعداء

وأخذا بعين الاعتبار النتائج الإيجابية المسجلة في منحى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبالنظر للتقدم المحرز في "الحملة الوطنية للتلقيح" ضد هذا الوباء، قررت الحكومة المغربية تنزيل إجراءات جديدة، تروم التخفيف من تدابير مكافحة كورونا، حيث اتخذت عدة إجراءات من بينها السماح بتنظيم التجمعات والأنشطة في الفضاءات المغلقة لأقل من 50 شخصا؛ والتجمعات والأنشطة في الفضاءات المفتوحة لأقل من 100 شخص، مع إلزامية الحصول على ترخيص من لدن السلطات المحلية في حالة تجاوز هذا العدد.

وعلى المستوى الثقافي ، تشمل هذه التدابير، افتتاح المسارح وقاعات السينما والمراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف والمآثر في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية.

تدابير جديدة تركت أثرا إيجابيا لدى المواطنين عموما، ورواد القطاع الثقافي خصوصا، وهو القطاع الذي ظل في حالة ركود شبه تام، علما أن الإجراءات الحكومية الأخيرة، شددت على مواصلة الالتزام الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية.

 

 

قاعات السينما تنفض الغبار وترفع الستار

استقبل الفاعلون في قطاع السينما المغربية، قرار الحكومة بإعادة فتح قاعات السينما والمسارح والمراكز الثقافية واستقبال 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية ، بترحيب وتفاؤل بعد أن انتظروا طويلا بارقة أمل تعيد البسمة لوجوه رواد الفن السابع.

وإذا كان استئناف العمل داخل القاعات السينمائية، يتطلب استعدادات لوجستية وعملية، فإن ذلك لن يثني الفاعلين عن تسريع خطاهم وهم يضاعفون الجهود لإعداد القاعات السينمائية ، والقيام بأعمال التنظيف والصيانة اللازمة، في جو يطبعه الحماس والتعبئة لمرحلة جديدة.

المخرج السينمائي المغربي عز العرب العلوي علق في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على صورة له التقطها داخل إحدى القاعات السينمائية التي بدأت تتنفس مجددا بعد أزيد من أربعة عشر شهرا أغلقت فيها أبوابها وحجبت عن عشاقها عروضها وأجواءها بسبب تداعيات جائحة (كوفيد-19)، قائلا :

 

"اليوم كان أول دخول لقاعة السينما منذ زمن بعيد. وجدنا الكراسي في حداد. وستار العرض كفنا للذكريات. وإشراقة نور من قمرة العرض تعيد الحياة للمكان"

 

 


وإذا كانت قاعات السينما تعاني حتى قبل الجائحة من ركود وتراجع مهول في الإقبال، فإن ذلك لن يمنع آمال هذا القطاع في انطلاقة جديدة، حتى إن بعض القاعات السينمائية كانت جاهزة بنسبة كبيرة لاستقبال روادها بمجرد الإعلان عن القرارات الحكومية الأخيرة، وفق ما تنص عليه الإجراءات المنصوص عليها، فيما تسارع أخرى الزمن لفتح أبواب ظلت موصدة، ورفع الستار لتقديم فرجة ومتعة فنية طال انتظارها.

 

 

طموح وتحدي في ظل منافسة شرسة

لا يختلف اثنان حول "شراسة" المنافسة التي تواجهها السينما اليوم، من طرف منصات العرض التدفقي الجاهز، كمنصة "نيتفليكس"، والتي تمكنت من جلب نسبة كبيرة من جمهور السينما، إلا أن ذلك لا ينغص احتفاء أصحاب القاعات السينمائية بقرار إعادة فتحها، بحيث أطلق البعض دعوة للإقبال على هذه القاعات ورفع تحدي ملء نصف طاقتها الاستيعابية المسموح به.


بلال مرميد رئيس القسم الثقافي بقناة ميدي1تيفي وإذاعة ميدي1، قال خلال استضافته في النشرة الإخبارية المسائية الثلاثاء 01 يونيو : " .. إن المنشآت الثقافية على استعداد لإعادة استقبال روادها .. بالنسبة لي قرار افتتاح المسارح وقاعات السينما والمراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف والمآثر في حدود 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، هو قرار جريء ومشجع جدا .. رسالتي للجمهور، إذا كنا أذكياء يمكن أن نصل إلى 100 بالمائة في نهاية يونيو.."

 

 

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس سبق أن أعلن عن تخصيص 10 ملايين درهم لتفعيل مجموعة من التدابير الرامية إلى دعم القاعات السينمائية بعد تراجع عائداتها بسبب تداعيات الجائحة، مبرزا أنه سيتم التكفل ببعض المستحقات المالية لدور السينما، إلى جانب تخصيص دعم مالي استثنائي للعاملين في القطاع، كما أكد الفردوس أيضا على ضرورة حماية القاعات السينمائية "باعتبار أنها الرابط المركزي في الصناعة السينمائية، ووسيطا ثقافيا إلى جانب دورها المهم في المساواة المجالية".

 

 

قاعات السينما .. أعطاب قديمة وآمال جديدة

وضعية القاعات السينمائية بالمغرب لا تخفى على أحد في المجال، بعد أن رسمت صورة نمطية لبنايات تجر أعطاب الماضي، بعضها استسلم للواقع واستحال قاعات للأفراح أو لأغراض أخرى، والبعض الآخر رفع شعار التحدي متسلحا بآمال جديدة، رغم الظرف الصعبة، فجرعة الأوكسجين التي حملها مشروع دعم تأهيل ورقمنة القاعات السينمائية لم تحل المعضلة الرئيسة التي يجسدها عزوف الجمهور عن ارتياد القاعات واندثار طقوس المشاهدة الجماعية، الذي عززه نزوع الانطواء الفرجوي القائم على الاختيار والاستهلاك الفردي للمادة الترفيهية المتدفقة عبر منصات التواصل المختلفة.

ويخشى كثيرون أن شريحة من القاعات المعدودة التي صمدت خلال السنوات الأخيرة لن تجد الحافز الكافي لفتح أبوابها بعد انصرام الوباء. ذلك أن سؤال الجدوى الاقتصادية يخيم بقوة في غياب الطلب. والحال أن إحداث تغيير على مستوى مؤشر الإقبال يقتضي ثورة تربوية وثقافية تعيد وصل ما انقطع وتضع السينما على خريطة الفعل الاجتماعي الجماهيري.

 

 

حضور مركزي للثقافة في تقرير الـ CSMD

تزامنت المرحلة الجديدة التي أقبلت عليها قاعات السينما المغربية، بدخول الإجراءات الحكومية الجديدة حيز التنفيذ، مع سياق تقديم اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي لتقريرها العام الذي ترأس الملك محمد السادس مراسم تقديمه، الثلاثاء 25 ماي بالقصر الملكي بفاس، وهو التقرير الذي دعا إلى هيكلة الحقل الثقافي حول مقترح مركزي قوي يجعل من الثقافة مرفقا عاما مهما، بنفس أهمية الصحة والتعليم.

وأوضح التقرير أنه من أجل ذلك، تقترح اللجنة عددا من الإجراءات التي تهم تعزيز موقع الثقافة في المنظومة التربوية ودعم دور الإعلام في تنشيط النقاش العمومي، وإنشاء وتنشيط الفضاءات الثقافية في مختلف المناطق، إلى جانب ضمان المحافظة على الموروث الوطني والذاكرة الجماعية.

من جهة أخرى، اقترح التقرير العمل تشجيع تطوير مبادرات ثقافية مبدعة من خلال احترافية المسالك الثقافية، وولوج أمثل إلى التمويلات العمومية والطلبيات العمومية والتمويلات الخارجية، وتوجيه الطلبيات العمومية في المجال الثقافي نحو محتويات أكثر جودة وأشكال أكثر إبداعا، مع الانفتاح على فاعلين جدد.