الجزائر تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.. ردود رافضة للقرار ودعوات لتغليب الحوار

أخبار
الجمعة ٢٧ غشت ٢٠٢١
19:18
استمع المقال
الجزائر تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.. ردود رافضة للقرار ودعوات لتغليب الحوار
MEDI1NEWS.COM
استمع المقال

توالت ردود الفعل الدولية بخصوص القرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وهو ما اعتبرته الرباط على لسان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بلاغ لها، بالقرار غير المبرر تماما والمتوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، معبرا في الوقت ذاته عن رفضه القاطع للمبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها.

وفي سياق ردود الفعل التي أعقبت القرار الجزائري أحادي الجانب، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، عن استعداد المنظمة القارية لتعزيز أي مبادرة لاستئناف العلاقات الأخوية بين البلدين في خدمة السلام والازدهار في المنطقة المغاربية وإفريقيا، داعيا قادة كل من المغرب والجزائر إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يسهم في التصعيد بين البلدين.

وحث فكي أن على الدولتين الانخراط بحزم في جهود السلام والتعاون المثمر من أجل مصالح  الشعبين.

من جهته أعرب أحمد ابو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه البالغ حيال ما آلت إليه العلاقات بين الجزائر والمغرب عقب إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، داعيا البلدين إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.

 

وفي هذا السياق دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الجزائر والمغرب إلى تغليب المصالح العليا للبلدين الشقيقين ومبدأ حسن الجوار، خاصة أن البلدين يجمعهما تاريخ ومصالح مشتركة وهما عضوان فاعلان في العمل الإسلامي المشترك.

كما دعت المنظمة إلى اعتماد لغة الحوار لحل ما قد يطرأ من اختلاف في وجهات النظر.

من جانبه عبّر نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن أسفه لما شهدته العلاقات بين المغرب والجزائر، وذلك على خلفية القرار أحادي الجانب الذي اتخذته الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة.

وأعرب الأمين العام للمجلس، في بيان للمجلس، عن أمله في عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، داعيا "الأشقاء في البلدين إلى الحوار والدبلوماسية كوسيلة لحل المسائل الخلافية بما يسهم في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين الشقيقين، تجسد ما يربطهما من وشائج ويعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار ويعزز العمل العربي المشترك".

كما اتسمت المواقف الدبلوماسية لعدد من الدول العربية الشقيقة في غالبيتها برفضها لهذا القرار مع الدعوة إلى تغليب منطق الحوار، فقد أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالين هاتفيين مع نظيريه الجزائري والمغربي تطرق خلالهما إلى التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل الدفع قُدما بتجاوز تلك الظروف.

وأكد المسؤول المصري على ضرورة العمل على إعلاء الحلول الدبلوماسية والحوار إزاء تحريك المسائل العالقة بين البلدين، بما يصب في صالح تعزيز العمل العربي المُشترك، والذي تضطلع فيه الدولتان الشقيقتان بدور محوري في آلياته المختلفة.

 

 

وعبرت وزارة الخارجية السعودية عن أسف حكومتها  لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المملكة المغربية والجزائر، معربة عن أملها في عودة العلاقات بين البلدين بأسرع وقت ممكن.

ودعت الأشقاء في البلدين إلى تغليب الحوار والدبلوماسية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية بما يسهم في فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وبما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، ويعزز العمل العربي المشترك.

 

كما عبرت دولة الإمارات عن الأسف لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، مؤكدة حرصها الدائم على متانة وقوة العلاقات العربية الإيجابية ووحدتها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعوب الشقيقة ويعزز ازدهارها ونهضتها.

وقال في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة، إن دولة الإمارات "لطالما سعت إلى تعزيز وتمتين العلاقات العربية، ومن هذا المنطلق فإنها تأسف للتطورات الحاصلة بين الجزائر والمغرب، و إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".

وذكر أن الإمارات "ترتبط بعلاقات أخوية متينة مع كلا البلدين، وتسعى إلى تنميتها بما ينسجم مع توجه الدولة الداعم لكل الجهود المشتركة التي تخدم القضايا العربية".

 

من جهتها أعربت دولة قطر عن أسفها البالغ لقطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، مؤكدة على ضرورة إبقاء قنوات الحوار والقنوات الدبلوماسية مفتوحة ، لحل كافة المشاكل العالقة في أسرع وقت ممكن.

وقالت وزارة الخارجية ، في بيانها ، إن "دولة قطر ستظل حريصة على كل ما من شأنه الحفاظ على مسيرة العمل العربي المشترك، ولحمة الأمتين العربية والإسلامية".

وعبرت مملكة البحرين عن الأسف لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، داعية  إلى تسوية المسائل الخلافية بين البلدين عبر الحوار الأخوي وفق ما ورد في خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش.

وأكدت الخارجية البحرينية في بيان حرص المنامة على متانة العلاقات العربية وتعزيزها، وضرورة تسوية المسائل الخلافية بين البلدين عبر الحوار الأخوي وفق ما ورد في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية.

ودعا البيان إلى "فتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية الجزائرية، بما يعزز من متانة وقوة العلاقات بين الأشقاء، وبما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، ويحفظ أمن المنطقة واستقرارها".

كما أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن أسفها للتطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين المملكة المغربية الشقيقة والجمهورية الجزائرية ، والتي تدهورت إلى حد قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

ودعا بيان للوزارة إلى تغليب لغة الحوار وحل جميع الخلافات بين المملكة المغربية والجزائر للعودة بالعلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.

وعبر عن الأمل في تغليب لغة الحوار وحل جميع الخلافات للعودة بالعلاقات إلى طبيعتها ، وبما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة ، ويرسخ دور البلدين المهم في منظومة العمل العربي المشترك.

 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكويتية أنها تابعت بأسف بالغ تطورات العلاقات بين المغرب والجزائر، داعية "الأشقاء إلى تغليب لغة الحوار لتجاوز المسائل الخلافية وطي هذه الصفحة بما يعكس حكمة قيادتي البلدين ويجسد ما يربطهما من وشائج وعلاقات ويحقق تطلعات شعبيهما ويعزز الأمن والاستقرار ليكمل الأشقاء دورهما في تعزيز العمل العربي المشترك وما يواجهه من تحديات".

وتعليقا على هذا الموضوع أكد محمد تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخماس بالرباط، أن بلاغ الخارجية المغربية جاء مطبوعا بكثير من الحكمة والتعقل عندما أكد على أن المغرب يبقى في جميع الأحوال شريكا يباشر مواقفه بالموضوعية والمسؤولية.

وأضاف الحسيني أن القرار الجزائري الانفرادي كان متوقعا نتيحة المنطق التصعيدي الذي رافق تحركات الدبلوماسية الجزائرية على العديد من المستويات من خلال خطابات وزير الخارجية رمطان العمامرة في عدة منتديات وأهمها في مؤتمر حركة عدم الانحياز، فضلا عن المواقف المتجاهلة لليد الممدودة من طرف المغرب وكذا اليد الممدودة لتقديم المساعدات الإنسانية لإخماد الحرائق، وتحويلها إلى اتهام المغرب بالوقوف وراء الحرائق واتهامات أخرى.