العالم يندد بتجنيد الأطفال في مخيمات تندوف

أخبار
الأحد ٢٣ يناير ٢٠٢٢
10:06
استمع المقال
العالم يندد بتجنيد الأطفال في مخيمات تندوف
Medi1news.com
استمع المقال

 نددت منظمة (تيتش ذي تشيلدرن إنترناشنال) غير الحكومية الأمريكية، السبت، بتجنيد وتوظيف الأطفال من طرف مليشيات لـ"البوليساريو" الانفصالية بمخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر).

وأكدت رئيسة المنظمة غير الحكومية، نانسي هوف، أن "منظمة (تيتش ذي تشيلدرن إنترناشنال) تواصل وقوفها إلى جانب أولئك الذين يلجئون إلى الهيئات الأممية لحقوق الإنسان للتنديد بالبوليساريو لتوظيفها واستخدامها للأطفال كجنود في مخيمات تندوف بالجزائر".

وأشارت المنظمة، في بيان صحفي، إلى أن ميليشيات "البوليساريو" تعمل من دون اي عقاب على غسل أدمغة الأطفال في هذه المخميات.

وقالت السيدة هوف "باعتباري زرت مخيمات تندوف في عدة مناسبات، فقد وقفت عن كثب على ما يتعرض له الأطفال هناك من غسل للدماغ من طرف "البوليساريو"، مشيرة إلى أنه يتم تلقين هؤلاء الأطفال "كراهية أي شخص أو طرف يعارضهم".

وأضافت رئيسة (تيتش ذي تشيلدرن إنترناشينال) أنه "ليس من المستغرب أن تجند "البوليساريو" هؤلاء الأطفال أنفسهم كجنود".

وساءل مركز التفكير الكندي "بوليسانس"، ومقره في أوتاوا، منظمة الأمم المتحدة بشأن مصير الأطفال-الجنود في معسكرات تندوف، جنوب غرب الجزائر، مؤكدا على أن تجنيدهم العسكري من قبل مليشيات "البوليساريو" يعد "جريمة حرب".

وقال مدير مركز التفكير، عبد القادر الفيلالي، في رسالة وجهها إلى الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، "إنه أصبح واضحا أننا نواجه عملية تجنيد ممنهجة" يتعرض لها الأطفال على أيدي انفصاليي +البوليساريو+".

وأشار إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، تم استقباله، خلال زيارته لمخيمات تندوف، من قبل الأطفال الجنود المفترض تواجدهم في المدارس.

وأعرب مركز التفكير عن استيائه من الاستعراضات العسكرية في تندوف بمناسبة هذه الزيارة، حيث أصيب المجتمع الدولي "بالصدمة" من خلال مقاطع فيديو وصور سيلفي صادمة تظهر أطفال صغار يرتدون زيا عسكريا، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ"دليل قاطع" على أن +البوليساريو+ تقوم بتلقين وتجنيد هؤلاء الأطفال على التراب الجزائري، في تحد صارخ للقانون الدولي.

وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني لطالما أعربت عن مخاوفها بشأن هذه الانتهاكات لحقوق الأطفال التي تمتد على مدى عدة سنوات.

وسجل المركز أنه وفقا لاتفاقيات الأمم المتحدة ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن الأمر يعتبر "جريمة دولية" و"عملا غير إنساني" و"جريمة حرب"، موضحا أن التجنيد العسكري للأطفال من قبل +البوليساريو+ ليس وليد اليوم.

وأشار المعهد، في رسالته إلى الأمم المتحدة، إلى أن هذه الظاهرة تعود إلى عام 1982 عندما تم انتزاع الأطفال من آبائهم في مخيمات تندوف على التراب الجزائري وإرسالهم قسرا إلى الجزر الكوبية، مضيفا أن أكثر من 8000 طفل صحراوي "عاشوا الجحيم خلال هذه الظروف غير الإنسانية".

كما دعا معهد "بوليسانس" إلى نشر قائمة كاملة لمرتكبي الانتهاكات "الجسيمة" في مخيمات تندوف بالجزائر، مشيرا إلى تراكم الدلائل القاطعة على الاعتداءات التي تمارسها هذه الجماعات على الأطفال.

وفي هذا السياق، اعتبر أنه من الضروري وجود أداة "قوية وفعالة" لتعزيز حماية الأطفال في النزاعات المسلحة والمساءلة عن الانتهاكات التي يتعرضون لها في جميع أنحاء العالم وفي مخيمات تندوف.

جدد التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات، إدانته الكاملة لتجنيد الأطفال واستغلالهم لأغراض عسكرية في مخيمات تندوف بالجزائر.

وبحسب هذه المنظمة الفرنسية غير الحكومية المكلفة بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة، فإن "الأمر يتعلق بجريمة دولية تستدعي ملاحقات ومتابعات دولية في حق جميع الأشخاص المتورطين".

وأكد التحالف أن "كل تجنيد للأطفال واستغلالهم وإشراكهم في النزاعات والحروب أمر محظور تماما ومجرم بموجب القانون الدولي"، ما يضع "جميع المسؤولين عن هذه الممارسة في نطاق المسؤولية ويعرضهم لمتابعات قانونية دولية".

ويدين العديد من الخبراء والمنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق الإنسان، التجنيد العسكري للأطفال في مخيمات تندوف.

وقد تجلت هذه الممارسة المكافئة لجريمة حرب، مؤخرا، من خلال صور لجنود أطفال عرضت على وسائل إعلام دعائية لكل من الجزائر و+البوليساريو+ أثناء زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا إلى مخيمات تندوف.
 
اعتبرت صحيفة "فيا غلوبال" المكسيكية أن تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف جنوب الجزائر من قبل زعماء انفصاليي "البوليساريو" يعد "جريمة حرب تتطلب متابعة دولية ومعاقبة لجميع المتورطين".

وأبرزت الصحيفة في مقال تحت عنوان "تجنيد الأطفال في "البوليساريو"، أن "تجنيد أصغر الفئات سنا في المجتمع في نزاعات مسلحة قد يكون مفيدا للحركة الانفصالية التي تقوم بذلك، لكنه في واقع الأمر جريمة حرب تستدعي متابعة دولية ومعاقبة جميع المتورطين فيها".

وأرفقت الصحيفة المقال بصور يظهر فيها "جنود - أطفال"، خلال زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، إلى مخيمات تندوف، معتبرة أن الأمر يتعلق بـ"شهادة حية على انتهاكات "البوليساريو" للقانون الإنساني" الدولي.

وأضافت الصحيفة أن "قادة الحركة الانفصالية لجؤوا إلى تجنيد المراهقين والأطفال بموجب مبادئ لا يفهمونها في كثير من الأحيان لأنهم، حيث يشحنون عقولهم بالتعصب عوضا عن الأفكار"، مبرزة أن هذه التصرفات تعرض الأطفال للعديد من المخاطر.

وتابعت اليومية أن "أكثر الممارسات وقاحة لمسؤولي الحركة الانفصالية هي تجنيد الأطفال، حيث يرتكبون انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان في حق الأفراد الأكثر ضعفا في المجتمع، وهم الأطفال، الذين يجب أن يتلقوا التكوين والتعليم والثقافة الإنسانية"، عوضا عن استخدامهم كخيار عسكري، وهو الخيار الذي تلجأ له المنظمات الإجرامية والإرهابية والمتطرفة مثل حركة البوليساريو.

وقالت الصحيفة إن جل المنظمات الإرهابية، كداعش وجبهة "البوليساريو" نفسها التي تحميها الجزائر، تقترف هذه الجريمة، في انتهاك للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعلان حقوق الطفل، الذي يهدف بشكل رئيسي إلى "تذكير المواطنين بأن الأطفال هم أكثر الفئات ضعفا، وبالتالي، هم الأكثر معاناة من الأزمات والمشاكل في العالم".

وذكرت الصحيفة ببعض البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية من قبيل "التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات"، والتي تندد بتجنيد جبهة "البوليساريو" للأطفال، وتجدد رفضها التام لاستغلالهم في مناطق النزاع والحرب.