التغير المناخي .. مخاطر تهدد البشرية وجهود لمواجهة حالة الطوارئ

أخبار
السبت ٢٦ يونيو ٢٠٢١
21:26
استمع المقال
التغير المناخي .. مخاطر تهدد البشرية وجهود لمواجهة حالة الطوارئ
عبد الحكيم الفناسي
استمع المقال

اخترنا لك

رئيس مؤتمر "كوب 26": بلدان العالم مدعوة بشكل عاجل للتصدي لتحديات التغير المناخي

رسم مشروع تقرير لخبراء الأمم المتحدة صورة قاتمة عن مستقبل المناخ والمخاطر التي تهدد البشرية على كوكب الأرض خلال العقود القادمة، جراء العواقب الكارثية للاحترار المناخي والتي لا يمكن ببساطة تجنبها على المدى القصير، وفق خبراء.

ويقدم تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المؤلف من 4 آلاف صفحة، وشارك في إعداده أزيد من 700 باحث، الصورة الأشمل حتى الآن لتأثيرات التغير المناخي على كوكبنا والكائنات التي تعيش عليه، ومن المقرر نشره العام المقبل.

وحذّر المصدر ذاته من تأثيرات متتالية مثل انعدام الأمن المائي والمحاصيل التالفة وانخفاض القيم الغذائية في مواد غذائية أساسية وارتفاع التضخم، التي من المرجح أن تصيب الفئات الأضعف بين البشر، ويتوقع أن يواجه 80 مليون شخص إضافي خطر المجاعة العام 2050، موضحا أن النسبة المعنية من السكان المعرضين لخطر الجوع يعيشون في إفريقيا وجنوب شرق آسيا.

 

 80 مليون شخص إضافي مهدد بخطر المجاعة العام 2050 

 

وتشير التوقعات المتعلقة بهذه التهديدات إلى أن حياة الكائنات الحية أصبحت خطيرة، إذ تتسارع معدلات الانقراض بشكل كبير وتقدر بأنها أعلى بنحو ألف مرة مما كانت عليه قبل تأثير الأنشطة البشرية على الأرض في القرن الماضي. 

 

وحذر من أن ما يصل إلى 54 في المئة من الحيوانات البرية والبحرية مهددة بالانقراض هذا القرن في حال ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل درجتين مئويتين إلى ثلاث درجات أعلى مستويات ما قبل الصناعة.

وتوقع التقرير انخفاض نسبة تتراوح ما بين 70 في المئة و90 في المئة من الشعاب المرجانية في العالم عند 1.5 درجة مئوية فقط من الاحتباس الحراري، إضافة إلى نزوح العديد من سكان المدن الساحلية بحلول 2050 في ظل توقعات بارتفاع مستوى مياه البحر.

وأضاف أن 350 مليون شخص إضافي من سكان المدن قد يواجهون شحًا في المياه، في ظل توقعات بلوغ معدل الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية، وزيادة ذلك العدد إلى 400 حال وصول المعدل إلى درجتين.

 

في هذا السياق قال محمد سعيد قروق أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح أدلى به لإذاعة ميدي1، إن "ما قدمه التقرير يؤكد أننا وصلنا إلى مرحلة الطفرة، لأن المنظومات البيئية والاجتماعية والغذائية والصحية تكون قد تخلخلت، وإذا تعرقل الإنتاج الغذائي فإن المنظومة السوسيو اقتصادية لن تكون قادرة على المواكبة".

وأضاف المتحدث أن "مجموعة من البنى التحتية الطبيعية لم تعد قادرة على القيام بوظائفها الأصلية وبالتالي وجب تأهيلها والتي تتطلب وقتا كبيرا للفهم والمعالجة والتنفيذ"، مشيرا إلى أن "مشاكل المناخ المقبلة لا يمكن التنبؤ بمساوئها وليست لدينا تجربة لمعالجتها".

ومن أجل مواجهة حالة الطوارئ المناخية على الكوكب الأزرق، ستُعقد الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 26" في نونبر المقبل في غلاسكو الاسكتلندية.

وتهدف الدورة حسب موقع الأمم المتحدة الخاص بالمناخ، إلى "جمع ممثلي المجتمعات الزراعية والمدن والولايات والمناطق المختلفة لتهيئة حيز لإجراء حوار بنَّاء عن الغذاء وتغير المناخ، وتحسين الفهم المتبادل لطموحات وظروف الآخرين، وبناء روابط وشراكات جديدة".

ومن المقرر أيضا أن تُبذل جهود لإصدار إعلان رفيع المستوى بشأن الحاجة إلى سياسات متكاملة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية.