برشلونة على حافة الهاوية .. هل فقد "البارصا" هيبته ؟

رياضة
الثلاثاء ٠٥ أكتوبر ٢٠٢١
12:58
استمع المقال
برشلونة على حافة الهاوية .. هل فقد "البارصا" هيبته ؟
منال البشيري
استمع المقال

لطالما تغنت جماهير برشلونة الإسباني بإنجازات النادي العريق الممتد عبر الزمن، "فيسكا بارصا" شعار سُمع صداه عاليا في معقل النادي "الكامب نو"، هتافات قوية، جماهير متحمسة، شعارات مشجعة وأرقام كبيرة ألهبت المدرجات وأغلقت شبابيك التذاكر مبكرا لحضور العرس الكروي "الكلاسيكو" الذي يجمع الغريمين "برشلونة" و"ريال مدريد".

"الكلاسيكو" الذي فقد بريقه بعد تراجع حصيلة كل من"برشلونة" و"ريال مدريد"، أرقام غير مشرفة لأعرق الأندية الرياضية الإسبانية ... هل فقد النادي الكتالوني هيبته على الساحة الأوروبية؟

هزائم مذلة
صفعات متعددة موجعة تلقاها نادي برشلونة الإسباني، خسائر متتالية وضربات قاسية وجهت له من طرف مجموعة من الأندية كان أبرزها الخسارة التاريخية التي تعرض لها في ربع نهائي 2020، أمام الفريق البافاري آنذاك بنتيجة 2-8.
 
كان وقع الإذلال كبيراً وتأكيداً ساطعاً على تراجع النادي الكتالوني أمام منافسين من عيار بايرن في طريقهم لتسلّق القمة القارية، ما دفع بالنادي إلى ضرورة تجديد النادي.
 
كما خسر برشلونة مبارياته الثلاث الأخيرة في المسابقة القارية الأم واهتزت خلالها شباكه 10 مرات، فيما لم يعرف طريق مرمى منافسيه سوى مرة واحدة، كما أكدت الخسارة بثلاثية  أمام بطل الدوري الألماني في المواسم التسعة الماضية، بعد عام من مباراة الذل 2-8 في ربع نهائي لشبونة موسم 2019-2020، ما كان يخشاه كُثر وما كان يتم تداوله في الكواليس.
 
وتشير الأرقام إلى أن برشلونة لم يستهل حملته الأوروبية بخسارة في عقر داره منذ عام 1997، ما زاد من أوجاع النادي وجماهيره، ومازاد الطين بلة الإهانة التي تعرض لها  مؤخرا برشلونة في  دوري أبطال أوروبا بخسارة مذلّة على يد مضيفه بنفيكا البرتغالي.
 
كومان في قلب العاصفة
يواجه مدرب نادي برشلونة الهولندي رونالد كومان ضغطا متزايدا بسبب الأزمة التي يتخبط فيها النادي الكتالوني والنتائج المخيبة للفريق والأداء المتواضع للاعبين وتكتيكاته، وسط انتقادات لاذعة لأسلوب لعب الفريق الذي خسر جهود نجمه الخارق الأرجنتيني ليونيل ميسي.
 
ولتفسير الأزمة التي يتخبط فيها النادي الإسباني قال كومان "المرحلة التي نمر بها مع الجهاز الفني والفريق تحتاج الى دعم غير محدود، بالكلام والافعال وليست المرة الاولى التي يحدث فيها هذا الامر في تاريخ برشلونة".
 
وأكد كومان أنه غير خائف على مستقبله كمدرب لبرشلونة الإسباني لكرة القدم، على الرغم من الخسارة المدوية للنادي الكاتالوني على أرضه أمام غريمه بايرن ميونيخ الالماني بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
 
وبخصوص مستقبله مع النادي الكتالوني قال المدرب الهولندي "يقال أنه عندما أفوز استمر وعندما نخسر يجب ايجاد مدرب جديد، أترك لكم هذا الأمر".
 
وقد يكون مستقبل رونالد كومان مع برشلونة الإسباني محسوماً بالنسبة للرئيس جوان لابورتا، لكن المدرب الهولندي سيبحث عن "وقت إضافي".
 
ويبقى السيناريو الأفضل لكومان ومجلس إدارة النادي هو أن يتعافى الفريق بطريقة مماثلة للموسم الماضي حين بدأ الدوري متعثراً قبل أن يرفع مستواه تدريجياً.
 
 
برشلونة يفقد ركائزه 
وجد العملاق الكاتالوني نفسه يتيماً من دون نجمه الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جرمان الفرنسي هذا الصيف، وتعايش مع واقع أليم يعكس تخبطه حيث لم يفز بأي مباراة في دوري الابطال الأوروبي منذ تغلبه في 2 دجنبر 2020 بثلاثية نظيفة على فرنتسفاروش المجري المتواضع.
 
خروج ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، باكياً من أسوار فريق دافع عن ألوانه نحو عقدين ليخسر برشلونة نجمين من العيار الثقيل خلال سوق الانتقالات الصيفية "ميركاتو"، مع رحيل "البرغوث" الصغير ميسي إلى العاصمة الباريسية وعودة المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان إلى فريقه السابق بطل "لا ليغا" أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة.

كما ودع النادي الكتالوني الأورغوياني لويس سواريز مهاجم برشلونة لينتقل إلى أتلتيكو مدريد، مودعا بذلك النادي بالدموع بعد مسيرة مثمرة منذ سنة 2014.

في الوقت الذي اكتظت عيادة الفريق بالمصابين أمثال أنسو فاتي والفرنسي عثمان ديمبيليه والأرجنتيني سيرخيو أغويرو والدنماركي مارتن برايثوايت.
 
نفقات قياسية وديون تثقل الكاهل
النادي الكتالوني مثقل بالديون ويتيم بدون نجمه وقائده الأسطوري الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، يغوص برشلونة في أزمة لا نهاية لها يمكن أن تكون قاتلة لمدربه الهولندي رونالد كومان القريب من الإقالة بعد عام من استلامه المهمة. 

سجل برشلونة الإسباني خسارة قدرها 481 مليون أورو للسنة المالية 2020-2021، ونفقات قياسية تقدر بنحو 1.136 مليار يورو، بحسب ما أعلن النادي الكاتالوني متوقعاً تسجيل أرباح اعتباراً من الموسم الحالي.

وكشف النادي الذي يشهد أزمة رياضية ومالية أن "الميزانية العامة لموسم 2020/21، مع دخل 631 مليون يورو و1.136 مليار يورو في النفقات، تظهر خسارة قدرها 481 مليون يورو بعد دفع الضرائب".

وتعد هذه الخسائر أكبر مرتين ونصف تقريباً مما كان يتوقعه النادي، أي نحو 200 مليون يورو بسبب الجائحة خصوصاً.

كما أعلن المدير العام لبرشلونة الإسباني لكرة القدم فيران ريفيرتر أن النادي الكاتالوني كان في "وضعية إفلاس حسابياً" مع ديون بلغت 1.35 مليار يورو، إضافة إلى مشاكل في السيولة النقدية وكشوفات رواتب ضخمة.
 
جماهير الكامب نو غاضبة
من دون أبرز نجومه فقدت الجماهير الثقة لفريقها الرازح تحت ديون هائلة، وما كان سابقا حصنا منيعا بات ملعب "كامب نو" أرضا مستباحة حيث لم يعد يشعر كبار الأندية الاوروبية بالخوف من اللعب في كاتالونيا.
 
وفقدت الجماهير حماسها الذي طاما عرفت به أثناء مباريات الدوري الإسباني خاصة كلاسيكو الغريمين التقليديين، حيث أظهرت الأرقام انخفاض نسبة تتبع الجماهيرلمباريات النادي عبر مختلف بلدان العالم.
 
أسماء جديدة ستحمل الشعلة .. رهان كومان 
أسماء جديدة ستحمل الشعلة يتقدمها الهولندي ممفيس ديباي القادم من ليون الفرنسي، فيما ورث الشاب أنسو فاتي الرقم 10 من ميسي، بعد طلبه موافقة قادة الفريق على حمل هذا العبء المعنوي الثقيل.
 
وفي ظل الحاجة إلى دماء جديدة، عجّل كومان بالاعتماد على أمثال اليافع بيدري، أحد النجوم الجدد في خط وسط منتخب إسبانيا، الهولندي فرنكي دي يونغ، الأميركي سيرجينيو ديست والمدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو.
 
في وقت، ما زال الجيل الجديد يحتاج للوقت لتحمل العبء على غرار إريك غارسيا الذي اضطلع بدور في هدف توماس مولر، وريكي بويج وأوسكار مينغيسا وبابلو مارتن غافيرا "غافي" وبيدري وأليكس بالدي والنمسوي يوسف دمير والأميركي سيرجينو ديست  أو حتّى الاورغوياني رونالد أروخو.
 
أسماء ما زالت تحتاج لصقل مواهبها وللمزيد من الخبرة داخل المستطيل الأخضر من أجل مقارعة كبار أوروبا واللعب على أعلى المستويات.
 
وكان كومان قد أكد أن المواهب الشابة قد تتحول خلال أعوام قليلة الى نجوم عالميين كبار، لإعادة بناء هذا الفريق، حيث سيحظى اللاعبون الشبان بالفرصة كما حصل عليها تشافي وإنييستا في حقبتهما.
 
وفي ظل التغييرات الإدارية يبدو أن الفريق يعمل لتحسين هيكليته من أجل المستقبل ويستبعد منافسة كبار القارة العجوز فنيا راهنا.