تغطية مباشرة

تظاهرات في غلاسكو للتنديد بتقاعس قادة العالم خلال قمة المناخ

أخبار
الجمعة ٠٥ نونبر ٢٠٢١
17:24
استمع المقال
تظاهرات في غلاسكو للتنديد بتقاعس قادة العالم خلال قمة المناخ
ميدي1 نيوز و أ.ف.ب
استمع المقال

نزل آلاف الناشطين الشباب إلى شوارع مدينة غلاسكو الاسكتلندية، اليوم الجمعة، للاحتجاج على ما يعتبرونه تقاعسا خطيرا لقادة العالم عن اتّخاذ خطوات ملموسة للحد من تغيّر المناخ في قمة "كوب26".

ويتوقع تواصل التظاهرات لمدة يومين للتأكيد على الهوة بين الخفض البطيء للانبعاثات وحال الطوارئ المناخية في دول حول العالم.

وبدأت حشود كبيرة استجابت لدعوة منظمي حراك "فرايديز فور فيوتشر" العالمي مسيرة وسط غلاسكو يتوقع أن تحضرها الناشطتان البارزتان غريتا تونبرغ وفانيسا ناكاتي.

واصطف متفرجون في الشوارع ووقف سكان خلف النوافذ لمشاهدة حشود المتظاهرين الذين رفعوا لافتات كتب عليها "نو بلانيت بي" (ليس هناك كوكب آخر) وهم يهتفون "إن لم يكن الآن، فمتى؟".

وقالت زارا (تسع سنوات) التي انضمت مع والدتها إلى التظاهرة "آمل أن يؤذن اليوم بتغيير. آمل أن يتم زرع مزيد من الأشجار... وأعتقد أنه يمكن لكل شخص التأثير".

من جانبها، قالت بيث دونالدسون البالغة 16 عاما إن الشباب سئموا من الوعود الجوفاء التي يقدمها القادة.

وأضافت "نشاهد عبر التلفزيون كل هؤلاء القادة السياسيين يقولون إنهم سيتخذون إجراءات لكننا لا نرى أبدا الإجراء الذي وعدوا باتخاذه".

وسمحت بعض المدارس للتلاميذ بالتغيب عن الدروس لمشاهدة المسيرة وحمل أحد الناشطين الصغار لافتة كتب عليها "تغير المناخ أسوأ من الواجب المنزلي".

وتجتمع وفود من نحو 200 دولة في غلاسكو بحثا عن طريقة يمكن من خلالها بلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة بحصر ارتفاع درجات الحرارة بما بين 1,5 و2 مئويتين.

وتتطلب العملية التي تقودها الأمم المتحدة من الدول الالتزام بخفض الانبعاثات التي تزداد وتحض الدول الأغنى والتي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات على مساعدة الدول النامية في تمويل انتقالها إلى الطاقة النظيفة والتعامل مع التداعيات المناخية.

وأصدرت الدول تعهّدين إضافيين الخميس بخفض استهلاكها للوقود الأحفوري.

وتعهّدت 20 دولة بينها الولايات المتحدة وكندا -- بين أبرز الدول الممولة للقطاع -- وقف تمويل المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري في الخارج بحلول أواخر العام 2022.

والتزمت أكثر من 40 دولة التخلي تدريجيا عن الفحم -- أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا -- رغم أن تفاصيل التعهّدات اتسمت بالغموض فيما لم يتم تقديم جدول زمني لذلك.

وجاءت التعهّدات بعد تقييم مهم أظهر أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم سترتفع إلى مستويات ما قبل الوباء.

وبدت تونبرغ غير راضية عن الخطوات وقالت على تويتر "لم يعد هذا مؤتمر للمناخ. إنه مهرجان +التمويه الأخضر+ لشمال الكرة الأرضية".

يشير خبراء إلى أنه سيكون لتعهّد أعلنت عنه أكثر من مئة دولة خلال قمة للقادة عالية المستوى عقدت في مستهل "كوب26" بخفض انبعاثات الميثان بـ30 في المئة على الأقل هذا العقد، تأثير حقيقي على الأمد القصير على الاحترار العالمي.

لكن المجموعات المدافعة عن البيئة أشارت إلى أن الحكومات، وخصوصا تلك الغنية والأكثر تلويثا، عادة ما تخفق في الإيفاء بتعهّداتها المناخية.

وقالت الناشطة الكينية إليزابيث واثوتي التي ألقت خطابا في الجلسة التحضيرية للمؤتمر "وقفت يوم الاثنين أمام قادة العالم في غلاسكو وطلبت منهم فتح قلوبهم للأشخاص الذين يقفون في الصفوف الأمامية في أزمة المناخ".

وتابعت "طلبت منهم تحمّل مسؤوليتهم التاريخية بجدّية والتحرّك بشكل جدي هنا. لم يقوموا بذلك حتى الآن".

وتفيد الأمم المتحدة بأن دولا قدمت إلى "كوب26" مع خطط مناخية على الصعيد الوطني ستؤدي بشكل مشترك إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ2,7 درجة مئوية خلال القرن الحالي.

وأدى ارتفاع درجة حرارة الأرض 1,1 درجة مئوية فقط حتى الآن إلى ازدياد الحرائق وموجات الجفاف فيما اضطرت مجتمعات للنزوح كما نجم عن ذلك صعوبات اقتصادية.

وقالت ناشطة من زيمبابوي مدافعة عن المناخ والمساواة الجنسية تدعى ناتالي تاريرو تشيدو مانغوندو "قام العلماء بواجبهم وأبلغونا بالمشكلة. قام الشباب بواجبهم عبر لفت الأنظار إلى هذه القضية. بات التحرّك على عاتق قادتنا".

ويشير ناشطون إلى أنهم يتوقعون وصول ما يصل إلى 50 ألف متظاهر إلى المدينة الاسكتلندية السبت في إطار سلسلة تظاهرات مقررة حول العالم من أجل المناخ.

وأكد منظمو القمة الخميس تسجيل عدد من الإصابات بكوفيد في أوساط الحضور، لكنهم لم يكشفوا عن عددها.