تغطية مباشرة

السنوات السبع الماضية كانت الأكثر حرا على الإطلاق

أخبار
الإثنين ١٠ يناير ٢٠٢٢
15:45
استمع المقال
السنوات السبع الماضية كانت الأكثر حرا على الإطلاق
ميدي1 نيوز+ا ف ب
استمع المقال

 كانت السنوات السبع من 2015 إلى 2021، الأكثر حرا على الإطلاق، ما يؤكد تقدم ظاهرة احترار المناخ مع تركيزات قياسية من غازات الدفيئة، كما أعلن الاثنين برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لرصد الأرض.

ورغم أن العام 2021 كان الخامس الأكثر حرا على الإطلاق، فقد تكبّد الآثار المدمرة لتغير المناخ: موجات حر استثنائية وقاتلة في أميركا الشمالية وجنوب أوروبا، وحرائق مدمرة في كندا وسيبيريا، وموجة برد قارس في وسط الولايات المتحدة، ومتساقطات شديدة في الصين وأوروبا الغربية.

ورغم انخفاض مستوى ظاهرة "إل نينيا" المناخية، فإن العام 2021 سجّل وفقا لكوبرنيكوس متوسط درجة حرارة أعلى تراوح بين 1,1 و1,2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، وهي مقارنة مرجعية لقياس الاحترار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، علما أن هدف اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في العام 2015 قضى بحصر الاحترار بدرجتين مئويتين وب1,5 درجة مئوية إذا أمكن.

في المتوسط السنوي، يحتل العام 2021 مرتبة متقدمة قليلا عن عامي 2015 و2018، مع بقاء العام 2016 الأكثر حرا.

وتشير هذه الهيئة الأوروبية إلى أن السنوات السبع الماضية "كانت الأكثر حرا على الإطلاق، بهامش واضح".

وقال كارلو بوونتمبو مدير خدمة تغير المناخ في كوبرنيكوس "هذا تذكير صارخ بضرورة تغيّرنا واتخاذ تدابير فعالة وحاسمة للتحرك نحو مجتمع مستدام والعمل على خفض انبعاثات الكربون"، إذ أن البرنامج حدد في العام 2021 تركيزات قياسية جديدة في الغلاف الجوي لغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري والمسؤولة عن ظاهرة احترار المناخ.

وبلغ ثاني أكسيد الكربون، وهو المسبب الرئيسي للاحترار والذي يصدر أساسا من احتراق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت، مستوى قياسيا بلغ 414.3 جزءا في المليون، وفقا للبيانات "الأولية" من كوبرنيكوس.

في العام 2020، رغم التباطؤ في النشاط بسبب الوباء، قامت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة بقياس هذا التركيز عند 413.2 جزءا في المليون، أو 149 % أعلى من مستوى عصر ما قبل الثورة الصناعية.

ويتتبع كوبرنيكوس أيضا انبعاثات الميثان، وهو غاز من غازات الدفيئة تأثيره أكبر من تأثير ثاني أكسيد الكربون لكنه لا يبقى لفترة طويلة في الغلاف الجوي، وحوالى 60 % منه ناجم عن النشاط البشري (تربية حيوانات مجترة وزراعة الأرز ومطامر النفايات والبقية منبعثة من مصادر طبيعية مثل المستنقعات).

وهذه الغازات "استمرت في الزيادة عام 2021 (...) لتصل إلى متوسط أقصى غير مسبوق" وفق البرنامج الأوروبي الذي أشار مع ذلك إلى أن مسبب هذه الزيادة "غير مفهوم تماما".

وخلال مؤتمر الاطراف المناخي (كوب26) الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر، انضمت حوالى 100 دولة إلى "مبادرة" تهدف إلى خفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المئة. وهو هدف، إذا تم تحقيقه، سيجعل من الشعار الذي تم التوصل إليه في مؤتمر غلاسغو أكثر واقعية وهو "الحفاظ على هدف 1,5 درجة مئوية حيا".

إن التزامات خفض الانبعاثات التي قدمتها البلدان المشاركة، بما فيها التي أعلنت خلال مؤتمر كوب26، تترك العالم على مسار احترار ترتفع فيه درجة حرارة الأرض 2,7 درجة مئوية، وهو مستوى وصفته الأمم المتحدة بأنه "كارثي".

وخلال انعقاد مؤتمر الأطراف كوب 26، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن السنوات السبع بدءا من العام 2015، قد تكون الأكثر حرا على الإطلاق، محذرة من أن المناخ العالمي بدأ بالتالي يدخل "منطقة مجهولة".

وقال السير براين هوسكينز مدير معهد غرانثام لتغير المناخ الاثنين في إمبيريال كوليدج لندن "هذا تحذير آخر حول ما نفعله بكوكبنا ونحن في حاجة ماسة إلى تحركات فعلية لخفض الانبعاثات"، مشيرا إلى أنه "يصبح من الصعب قول شيء جديد في كل مرة نرى مسمارا جديدا يدّق في نعش الكوكب".