رثاء وتفاعل للمغاربة على منصات التواصل الاجتماعي
المشاعر الجياشة التي يعبر بها المغاربة من مختلف الأطياف عن تفاعلهم مع قضية الطفل ريان ،الذي نجحت فرق الإنقاذ في انتشاله بعد جهود ملحمية وصلت الليل بالنهار على مدى خمسة أيام، والتفافهم المثير للإعجاب، ومؤازتهم اللامحدودة لأسرة ريان في لحظة قرح وألم،كانت محط تقدير واحترام ، على نطاق واسع، من قبل مرتادي الشبكة العنكبوتية الذين توحدت تعاليقهم في الإشادة بأصالة الشعب المغربي وتلاحمه وحسه الانساني المرهف ووقوفه صفا واحد في الأفراح كما الأتراح.
خلف حادث وفاة الطفل ريان ، الذي قضى بعد سقوطه في بئر بجماعة تمروت بنواحي شفشاون، رغم الجهود الحثيثة لإنقاذه ، تضامنا وتعاطفا عربيين مفعمين بمشاعر انسانية نبيلة، وإشادة كبيرة بجهود فرق الانقاذ التي شكل تدخلها لخمسة أيام دون انقطاع ملحمة إنسانية نبيلة كانت محط تقدير العالم أجمع.
تضامن أوروبي:
على إثر الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، الذي سقط في بئر بجماعة تمروت بنواحي شفشاون، عبرت شخصيات أوروبية من مختلف المشارب عن تضامنها وتعاطفها الكبيرين مع أسرة الفقيد وكافة الشعب المغربي.
ففي الفاتيكان، أعرب البابا فرنسيس، اليوم الأحد، عن حزنه إثر الوفاة المأساوية للطفل ريان، مهنئا الشعب المغربي على تضامنه في هذه المحنة.
كما أعرب البابا عن امتنانه لعناصر الإنقاذ التي بذلت قصارى جهدها لإنقاذ الطفل، معربا عن أسفه لأن جهودهم الدؤوبة لم تسفر عن إنقاذ الطفل.
من جانبه، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون "مشاطرته لآلام الأسرة والشعب المغربي"، وكتب رئيس الدولة الفرنسي على "فيسبوك" "أريد أن أقول لأسرة الصغير ريان والشعب المغربي أننا نشارطهم آلامهم".
و أكد رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، شعوره بـ "حزن كبير" بعد رحيل الصغير ريان، مشددا على "تضامنه مع الشعب المغربي الذي توحد حول ريان وأسرته، وتقديره للسلطات المغربية".
من جانبه، أكد كريستيان كامبون رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ على "تويتر"، باسم المجموعة "التضامن مع الشعب المغربي بعد الوفاة المأساوية للصغير ريان".
وكتبت الوزيرة المنتدبة لدى وزارة الداخلية المكلفة بالمواطنة مارلين شيابا، على "تويتر"، "على غرار الكثيرين في المغرب وفرنسا وجميع أنحاء العالم، أتعاطف مع الصغير ريان، وأسرته وأقربائه وعناصر الإنقاذ الذين استنفدوا كافة السبل".
بدورهم، عبرت العديد من الشخصيات من عوالم السياسية والمجتمع المدني في فرنسا عن أسفها لرحيل الصغير ريان.
وكتبت الوزيرة السابقة رشيدة داتي على "تويتر"، "السلام لروح الريان، الصبي الصغير الشجاع. يا له من حزن ! تعاطف مع والديه ودعوات من كل قلبي مع المغرب والمغاربة. تقدير وإعجاب كبير لعناصر الانقاذ المغاربة".
بدوره، أعرب يانيك جادوت، المرشح للانتخابات الرئاسة الفرنسية، على "تويتر" عن حزنه وتعاطفه مع ريان وأسرته والشعب المغربي المكلوم".
من جانبها، عبرت آن هيدالغو، المرشحة الرئاسية ورئيسة بلدية باريس، عن "حزنها الشديد". وأكدت "كل تعاطفي ودعمي لأسرة الصغير ريان ولمن حاولوا كل شيء لإنقاذه".
وكتبت لطيفة بن زياتن رئيسة "جمعية عماد بن زياتن للشباب والسلام" على "توتير"، "بقلب مكسور، علمت بوفاة الصغير ريان الذي تحلى بقوة لا تصدق في الأيام الأخيرة. لقد سقط في هذا البئر وقلوبنا معه. ستبقى ذكرى هذا الملاك الصغير محفورة في قلوبنا إلى الأبد. تعاطفي مع أسرته رحمه الله".
أما المتحدثة باسم الحكومة البريطانية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روزي دياس، فقدمت تعازيها لأسرة ريان والشعب والحكومة المغربية والعالم العربي بأسره، داعية الله أن يشمل الفقيد برحمته.
من جانبهما، خصص الكاتبان إيان ريدباث وجيريمي تشوبرا، اللذان ينشران رسائل ملهمة على لافتات مترو أنفاق لندن، اليوم الأحد، إهداء للصبي الصغير تحية لشجاعة ريان "الذي لن ينسى اسمه أبدا".
وعلى لافتة في محطة نورث غرينتش في شرق لندن كتبا "نعبر عن حبنا ودعواتنا لريان وأسرته وأصدقائه وفرق الإنقاذ وشعب المغرب".
وفي إيطاليا، نشرت وكالة أنباء "نوفا" أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو قدم خالص تعازيه لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة ولأسرة ريان، مؤكدا أن إيطاليا تأثرت بالحادث المأساوي لهذا الطفل الصغير.
وكتبت عضو مجلس الشيوخ الإيطالية دانييلا سانتانش "صلينا وكان أملنا في حدوث معجزة. المغرب ليس الوحيد الذي حزن على ريان".
من جهتها، أكدت النائبة ماريا كريستينا كاريتا، على "تويتر" أن حادث ريان أحيى مأساة الطفل الإيطالي ألفريدنو رامبي البالغ من العمر 6 سنوات الذي حوصر في بئر لمدة ثلاثة أيام قبل أن يرحل، "نفس الآمال ونفس النهاية الرهيبة للأسف".
بدوره، أعرب الكاتب والخبير السياسي ماركو باراتو، في تغريدة، عن تعازيه "للشعب المغربي الذي أبان عن الوحدة والتضامن".
يذكر أن فرق الإنقاذ، نجحت مساء السبت، بعد 5 أيام من الجهود المتواصلة، في إخراج الطفل ريان أورام من البئر الذي يصل عمقه 32 مترا.
في عيون الصحافة العربية والوطنية:
أفادت صحيفة "الوطن" بأن وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية أعلنت عن ردم وتحصين 2450 بئرا مهجورة، فيما تواصل العمل على ردم بقية الآبار المكشوفة.
وقالت الصحيفة، التي أوردت الخبر في عددها الصادر اليوم الإثنين، إنه
في سياق ما شهدته الأيام الماضية من تفاعل كبير مع حادثة الطفل المغربي ريان الذي توفي بعد سقوطه في بئر بعمق 32 مترا، جددت الوزارة تحذيرها من خطر الاقتراب من الآبار المهجورة"، مؤكدةً أنها تولي أهمية قصوى لمعالجة وضع الآبار المهجورة، سواء التقليدية أو الارتوازية ومنع خطرها على المارّة، وخصوصا الأطفال.
سلطت الصحف الوطنية، الصادرة الاثنين، الضوء على زخم التعاطف الدولي والتضامن الوطني الذي صاحب وفاة الطفل ريان اورام الذي وافته المنية بعد سقوطه في بئر ضواحي شفشاون.
وأبرزت الصحف الوطنية أن هذا الحادث المأساوي كشف مرة أخرى عن العناية الدائمة والراسخة التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس المواطنين، وكذا عن "التضامن منقطع النظير" الذي يبديه المغاربة في ما بينهم، أو الذي تبديه باقي شعوب العالم مع القضايا الإنسانية.
وهكذا، كتبت يومية (الصحراء المغربية) أن بلاغ الديوان الملكي حول الحادث المأساوي أن "الوسائل التي جرى تسخيرها من أجل أن يعود هذا الطفل إلى أهله حيا يرزق خير دليل على هذه العناية الملكية السامية".
وأوضحت اليومية أن الاتصال الهاتفي، الذي أجراه صاحب الجلالة مع خالد أورام، ووسيمة خرشيش، والدي الفقيد من أجل تعزيتهما ومواساتهما في هذا المصاب الأليم، له معان كثيرة، إذ يترجم "الاهتمام الملكي بالمواطن المغربي في كل شبر من المملكة".
ومن جهتها، ذكرت يومية (ليكونوميست) أنه
"لمدة أسبوع تقريبا، تحولت أنظار العالم إلى الحفرة التي يبلغ عمقها 32 مترا، حيث سقط الطفل يوم الثلاثاء 2 فبراير الجاري".
وأبرزت اليومية أن "الجميع تابع، لحظة بلحظة، وبتعاطف ممزوج بنوع من الارتباك، إلى جانب والدي ريان وكافة المغاربة، هذا الوضع على أمل رؤية هذا الطفل الصغير، الذي ستظل صورته راسخة في الأذهان إلى الأبد، وهو يخرج سالما".
وأشارت إلى أنه حتى اللحظة الأخيرة، واصل رجال الإنقاذ، الأبطال الحقيقيون في هذه المغامرة الملحمية، عملهم وكلهم أمل في الوصول إلى ريان الصغير وهو على قيد الحياة، لكن القدر كان له رأي آخر، فقد أسلم الملاك الصغير الروح إلى بارئها متأثرا بجراحه، بعد أن ظل محاصرا لأكثر من 5 أيام في حفرة، قبل أن يصل إليه رجال الإنقاذ.
ومن جانبها، ذكرت يومية (لوماتان) أن خبر وفاة الصغير ريان نزل كالصاعقة، بالنظر إلى أنه كان غير متوقع، مؤكدة أن وفاة ريان
أحزنت المغرب ومعه العالم
وسجلت أن "ما آلت إليه هذه المأساة أثر بشكل عميق في نفوس المغاربة وبقية العالم، الذين تابعوا الوضع عن كثب، مشددة على أن الألم والاضطراب كانا أكبر من معركة الإنقاذ التي تواصلت دون توقف أو كلل".
ولاحظت صحيفة (لوبينيون)، من جهتها، أن الملايين من الناس، الذين تابعوا عملية الإنقاذ، قدموا تعازيهم وبعثوا رسائل التعاطف مع أسرة الفقيد وكذا مع الأشخاص، الذين انخرطوا في عملية إنقاذ حياة هذا الطفل بدون تردد.
وتابعت اليومية أن موجة من التعاطف والدعم انطلقت مباشرة بعد الإعلان عن وفاة الطفل الصغير، موضحة أنه
سواء تعلق الأمر بأشخاص من العامة أو بمشاهير وسياسيين ورياضيين وفنانين، فقد تفاعل عشرات الآلاف من الأشخاص مع هذه الواقعة على شبكات التواصل الاجتماعي
ومن جهتها، اعتبرت يومية (بيان اليوم) أن قضية الطفل ريان أعادت إحياء روح التضامن بين المغاربة، ذلك أنه خلال عملية الإنقاذ ومع المجهودات المبذولة من قبل فرق التدخل ومختلف العناصر من أطباء وممرضين وسلطة ووقاية مدنية ومتطوعين، كان توفير الغذاء لهؤلاء على مدى الأيام الأربعة التالية من الإنقاذ أمرا صعبا، لاسيما وأن الأمر يتعلق بمنطقة قروية.
وفي هذا الصدد، أشارت اليومية إلى أن
عددا من نساء هذا الدوار تطوعن لإعداد الطعام لكافة المشاركين في عملية الإنقاذ، وهو الأمر الذي حظي بتقدير من قبل المئات من الأشخاص عبر العالمم ممن أشادوا بروح التضامن والتآزر ودور هؤلاء النسوة في المساهمة، بطريقتهن، في إنجاح هذه العملية.
بدورها، أكدت صحيفة (رسالة الأمة) أن حادث سقوط الطفل "ريان"، الذي أودى بحياته بعد أيام من المقاومة في عمق البئر، خلف:
تضامنا شعبيا منقطع النظير
وأضافت أن وفاته خلفت حزنا عارما لدى جميع المغاربة، ولدى بقية الشعوب التي لم تتأخر في التعبير عن تعاطفها ومواساتها.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة (العلم) أن مأساة سقوط الطفل ريان في البئر لمدة خمسة أيام، شدت أنظار العالم حتى صارت الفاجعة الخبر العالمي الأول في جميع وسائل الإعلام الدولية وعبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت اليومية أن العالم كله عاش مع هذه المأساة الإنسانية، إذ أظهرت الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم أجمع، تعاطفا واسعا مع أسرة الطفل ريان وتضامنا "منقطع النظير" مع المغرب، حتى أطلقت بعض وسائل الإعلام الدولية على ريان
الطفل الدولي لما نالت مأساته من اهتمام دولي باعتبارها حدث الأسبوع على الصعيد العالمي
أما يومية (الأحداث المغربية)، فقد كتبت أنه:
على مدى خمسة أيام عشنا التضامن والحب، وبرهن أبطال مغاربة عن جلدهم وقوتهم وإيمانهم بالوطن
مؤكدة أن ريان
سيظل حيا فينا.. لأنه بالفعل كشف ما فينا وما نمتلكه حقا
بدورها، توشحت الصحافة الإلكترونية، اليوم الاثنين، برداء التضامن المغربي، حيث بثت جملة مقالات عن التعاطف وحب الوطن والتكافل الذي يميز الشعب المغربي، فضلا عن رسائل التضامن من شخصيات عالمية.
منظمات دولية:
أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنه "في هذا اليوم، الذي يوارى فيه جثمان الطفل ريان الثرى، تجدد يونيسف تعازيها للعائلة المكلومة وتحيي عاليا قوتها وشجاعتها في مواجهة هذه المأساة".
وأضافت المنظمة أنه "بعد رحلة إنقاذ ريان البطولية، ملحمة جديدة ترى النور"، مبرزة أن "هذا الحدث المحزن أظهر كيف أن المغرب، بمختلف المتدخلين، يواجه التحديات التي قد تمس أطفاله".
وأبرزت (يونيسيف) أن
هذه التعبئة المكثفة لمدة خمسة أيام من أجل إنقاذ ريان، أبانت عن القيمة الحقيقية التي توليها الأمة لحقوق أطفالها في الحياة والحماية"، معربة عن "إشادتها القوية بكل الأطراف التي تعبأت ليلا ونهارا أثناء عملية إنقاذ ريان
فليرقد ريان في سلام أيقونة جديدة للطفولة في المغرب وخارجه، ومن واجبنا، احتراما لذكرى ريان، أن نبذل قصارى جهدنا حتى ينعم جميع الأطفال في العالم بحماية أفضل وتكون حقوقهم في الحياة والبقاء والنمو مصونة بشكل أحسن