تغطية مباشرة

الطبيعة تشهر الورقة الحمراء للعالم أجمع

أخبار
الإثنين ٠٨ غشت ٢٠٢٢
13:04
استمع المقال
ميدي1 راديو
استمع المقال

باتت مظاهر التغير المناخي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وفي كثير من مناطق العالم، أكثر تطرفا مما اعتدنا رؤيته خلال السنوات الأخيرة، فالأمر يتعلق بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة، موجة الحرائق المستعرة في كثير من بلدان هذه المنطقة من العالم، فضلا عن الفيضانات الكثيرة التي تشهدها بعض المناطق بما فيها المناطق الصحراوية، التي لم تعتد على هذا النوع من الكوارث. هذه التغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، بل هي ممتدة عبر السنوات، لكنها اليوم في أكثر لحظاتها استعارا.

يقدم محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، والمتخصص في الهندسة البيئية قراءة للأوضاع المناخية الراهنة في حوار أجراه مع إذاعة ميدي 1، حيث ذكر أن شهر يوليوز الماضي كان شهرا استثنائيا بامتياز في جميع بقاع العالم، مؤكدا أن التقارير الأخيرة لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية لسنة 2021أفادت أن معدل درجة حرارة كوكب الأرض اليوم ازداد ب 1.1 درجة مئوية، هذا الفارق البسيط هو السبب في كل هذه الكوارث الطبيعية المتطرفة.

وذكر الخبير بنعبو أيضا بالانزلاقات الجليدية التي شهدتها العديد من دول العالم كإيطاليا وباكستان، معتبرا أن هذه الخزانات المائية التي تلعب دورا كبيرا في تأمين الأمن المائي والغذائي للعالم، تشكل تهديدا كبيرا للكوكب اليوم.

وأشار بنعبو لظاهرة ندرة الماء التي اعتبره المشكل المشترك بين العديد من دول العالم اليوم بما فيها المغرب، الذي يسجل انخفاضا مهولا  في مجموعة من الأحواض المائية بـ7.75 بالمائة، وهو معدل انخفاض نسبة الماء بالنسبة لحوض نهر أم الربيع، و8.85 بالنسبة لحوض ملوية، وهي أرقام تبرز أن هنالك خصاصا مهولا في الماء.

العجز نفسه الذي يعرفه المغرب تعرفه مجموعة من الدول كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وهي الظاهرة التي ساهمت في اندلاع مجموعة من الحرائق في العالم، فالمغرب مثلا فقد في ظرف وجيز  ما يفوق 10000 هكتار من الغابات، وكل الحرائق في العالم أدت إلى احترار عالمي في اليابسة وفي المحيطات والبحار أيضا.

وأبرز الخبير أيضا أهم التأثيرات السلبية لهذا التغير المناخي، حيث ذكر التأثير المباشر على المجموعات البيئية الهشة التي تتمثل في: الغابات، الساحل، الواحات.. والتي نفقد منها بشكل يومي مجموعة من الأجزاء، الشيء الذي يشكل تهديدا على ما أسماه الخبير "رئة الإنسان"، إذ سيجد صعوبة كبير في التنفس بفعل ارتفاع نسبة أكسيد الكربون مقابل انخفاض نسبة الأكسجين.

وفي أفق عام 2030،  حسب المتحدث ذاته، ستكون 80 بالمائة من المياه ملوثة وغير صالحة للشرب، مما سيرفع احتمالات ظهور الأوبئة والأمراض الفتاكة، وسيؤثر بشكل مباشر على بقاء الكائن البشري، سواء كان متواجدا في شمال الكرة الأرضية أو جنوبها.

ولتجاوز هذه  السيناريوهات، يقول بنعبو، يجب نهج سياسات مناخية تتلاءم وتواكب الأوضاع الراهنة، ويجب على جميع دول العالم أن تحمل على عاتقها مسؤولية اتخاذ القرارات والإلتزامات الضرورية لتنزيلها على أرض الواقع، وتحقيق أثر إيجابي، وهو التوجه الذي تنهجه المملكة المغربية، باعتماد المخطط الوطني للتكييف مع التغيرات المناخية، الذي يتم تنزيله حاليا بشكل تدريجي عبر مجموعة من القطاعات.